الأحد، 15 ديسمبر 2013

ضعف الشخصية و التخلص منها




                                         مظاهر ضعف الشخصية

ضعف الشخصية امر بات يرافق العديد من الشباب على خطورته ،الا انه في نفس الوقت له علاجه اذا عزم الشاب على ذلك ،وسلك الطريق الموصلة اليه..ان الناس بطبعهم لا يحبون ضعيف الشخصية. ومن مظاهر ضعف الشخصية:
 
عدم القدرة على اتخاذ اي قرار حتى في الامور الشخصية
 
عدم التحكم في العواطف والنشاعر ،بل ينجرف وراءها دون معرفة بعواقبها
 
الخوف والخجل من الكلام امام الآخرين او محادثتهم
 
الخوف والخجل من الكلام امام الآخرين او محادثتهم
 
كثرة الشكوى واللجوء الى الآخرين في حركاتهم ولباسهم وهيئاتهم، بل حتى في ارائهم واخلاقهم.
 
و من علاماتها أيضا نجد:

1- الرغبة في بلوغ الكمال المثالي :

فلديه شعور مستمر أن أفعاله وأعماله لم تصل للحد الذي يرضى عنه، - ولن يستعيد هذا الشخص ثقته بنفسه ما لم يعلم أن كل شيء نفعله لا بد أن يعتريه حتماً بعض النقص.



2- سرعة التسليم بالهزيمة :

 
                (لن أستطيع أن أكمل) هكذا يكون رده إذا بدأ محاولة ما، وأنت متأكد أنه يستطيع، فكل قدراته تقول هذا، ومهما شجعته فقد يتقدّم قليلاً ثم تراه ضجراً مكفهراً يلقي ما في يده صارخًا: (لا لن أستطيع)، فما الذي يمنعه؟



3- التأثر السلبي بنجاح الآخرين :

الشخص الواثق يتمنى الخير للآخرين ويفرح لنجاحاتهم ويسر بها ويدرك أن خزائن الله لا تنفذ وأن من يعمل.



4- الحساسية المفرطة :

(ماذا تقصد بهذا؟) هكذا يقول عند كل كلمة يوجهها إليه أحد، لو غفل زميله عن توجيه التحية إليه، يندفع في تصرف أحمق سخيف وقد يسيء الأدب مع زملائه.



5 - افتقاد روح الفكاهة :

لا يتحمل الدعابة ولا يقبل المزاح متجهم حساس يحسب أن كل كلمة تمس شخصيته، وما ذاك إلا لافتقاده روح الدعابة، ونشأ ذلك في الأصل من شعوره بالنقص.



 
 

وعلى من يعاني ضعف الشخصية ان يحدد السبب في هذا الامر حتى يستطيع معالجته ،فان كان خجلا حاول التخلص منه ، وان كان خوفا اسعى الى ازالته ..وهكذا ، بالاضافة الى الامور العامة التي تساعد على التخلص من هذه المشكلة ومنها:

اولا : كثرة القراءة والمطالعة،خاصة لاولئك الاشخاص الذين تميزا بقوة الشخصية والتاثير على الآخرين ، واولهم واعلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته، وهكذا ،فان كثرة القراءة في سير هؤلاء سيثير في نفسك الحماس للتخلص مما انت فيه

ثانيا : تعرف على نقاط الضعف لديك وحاول معالجتها والتخلص منها تدريجيا 

ثالثا : لابد من تحديد اهدافك في هذه الحياة بوضوح تام حتى تستطيع بناء علاقات مناسبة مع اناس يسعون الى تحقيق تلك الاهداف 

رابعا : حاول التحدث مع اقرب الناس اليك ، سواء من اقاربك او اصدقائك ،ثم تجاوز ذلك الى غيره ،وانت في كل ذلك تحاول الاستفادة من مواقفك ،وترقى بعد ذلك الى الحديث امام المجموعات شيئا فشيئا حتى تصل 

خامسا : توقع الفشل وضعه في حسبانك ،وحول الخوف منه الى استفادة ،بحث تتجنب الوقوع فيه فيما يستقبل من امرك ، ولا تياس من تكرار المحاولة مرة بعد مرة

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

غير نمط حياتك بسهولة

كثيرا ما نجد أنفسنا أمام حياة أصبحت تمثل عبئا ثقيلا علينا وأننا نعاني كثيرا لكي يمر كل يوم بسلام، فعلينا أن نتحلى ببعض الإيجابية ونحاول تجريب خطوات قد تساعدنا على تغيير نمط حياتنا و إدخال بهجة وأمل وتطلع للمستقبل بنظرة متفائلة.

1- امض وقتك مع الأشخاص المناسبين:

اذا كنت تتحير في تعريف الأشخاص المناسبين، فإنهم ببساطة أولئك الأشخاص الذين يحبونك ويقدرونك ويستمتعون بقضاء أوقاتهم بصحبتك. وكذا يشجعونك على تحقيق آمالك وطموحاتك، ويحرصون على مساندتك في أوقات ضعفك.

2- واجه مشاكلك برأس مرفوع:
مشاكلك ليست انعكاسا لشخصيتك، وبالتالي اسمك لن يلحق به العار والإهانة كلما واجهتك مشكلة ما، لأن الجميع يخطئ ولا أحد يتصف بالكمال.
كن صادقا مع نفسك وواجه مشاكلك بحماس وشجاعة لتحمل نتيجة أخطائك وعلاجها وتلافي حدوثها في المستقبل عبر تمارين مهمة و فعالة
 
3- أعط الأولوية لسعادتك الشخصية:
احتياجاتك الشخصية مهمة جدا وعليك أن تحققها حتى تكون حياتك أسهل، وتصل إلى التقدير الذاتي. لا تتجاهل سعادتك الشخصية وتضيع عمرك في محاولة نيل رضا الآخرين عنك. اهتم بنفسك واقتنص سعادتك بيديك.

4- كن صادقا مع نفسك:

عليك أن تصارح نفسك بما حققته وما فشلت في تحقيقه، وما هي الخطط التي عليك تغييرها حتى تحقق باقي أهدافك. أنت الشخص الوحيد الذي سيكون عليك الاعتماد عليه ولذا لا تحاول خداع نفسك أبدا لأنك ستخسر طوال الوقت.


5- كن نفسك دون تكلف أو تصنع:
لا تحاول ادعاء أو افتعال تصرفات مناقضة لشخصيتك الحقيقية، فهذا يعد نوعا من الهدر لطاقاتك كما أن الكذب المتتالي سيتسبب لك في مشاكل نفسية وتوتر شديد.
لذا تصرف على طبيعتك بتلقائية وعفوية ودون اي تكلف أو تصنع.

6- عش في الحاضر:
الحياة بحد ذاتها منحة إلهية لا تضيعها بأن تتخلى عن كل يوم تحياه، وتتركه يمر دون أن تستفيد منه بأقصى قدر ممكن.
لا تجعل التفكير بالمستقبل يحرمك من الاستمتاع بالحاضر.

7- استفد من أخطائك:
اذا لم تختبر الفشل من وقت لآخر لن تدرك أبدا ما اذا كنت تسير في الطريق السليم أم لا، كما لن تستطيع أن تقيم أداءك، ولذا فالخطأ في حد ذاته شيء ايجابي اذا تعاملت معه بشكل سليم واستفدت منه في الحصول على دفعة ايجابية لتكملة المشوار دون تقاعس أو استخفاف بالمستقبل.

8- استمتع بما حصلت عليه بالفعل:
لا تجعل انشغالك بالتفكير فيما تسعى للوصول إليه يحرمك من الاستمتاع بما لديك بالفعل. كل شخص لديه بالتأكيد بعض المزايا التي تجعله يستمتع بالحياة، ولذا عليك أن تقدر ما هو متوافر لديك وما حققته بالفعل وأن تستمتع به.
 
9- حقق سعادتك بنفسك:
اذا كنت تنتظر من الآخرين أن يجعلوك سعيدا فأنت شخص واهم. لن يقوم أحد بتخصيص وقته ومجهوده لإسعادك بينما أنت لا تفعل شيئا بهذا الصدد. كن أنت التغيير الذي تريد العالم أن يكون عليه. ابدأ بنفسك وحقق سعادتك.

10 - لا تتلكأ في السعي وراء أحلامك:
لا تنتظر أبدا أن تكون مستعدا للخطوة القادمة في حياتك، فأنت بالفعل مستعد. ابدأ في استغلال الفرص المتاحة في الوصول إلى ما تسعى لتحقيقه.

11- تعرف على أشخاص جدد:

اختر الأشخاص المناسبين لدخول حياتك، ولا تدخل قصة حب قبل أن تتأكد ان هذه المرأة مناسبة لك، واذا شعرت بحب حقيقي نحوها لا تقاوم مشاعرك، وفكر في مستقبلكما معا وكيف تنجح في اقناعها بمشاركتك أحلامك ومستقبلك.

12- التفاؤل:
في أقصى أوقات التعثر والفشل عليك أن تتذكر أن الأمور لن تظل كما هي أبدا، وان تتحلى بنوع من التفاؤل لكي تتخلص من آلامك وتبدأ في العمل مجددا

قوة الثقة بالنفس لإبراهيم الفقي


ملخص كتاب الدكتور إبراهيم الفقي: قوة الثقة بالنفس 

المزيد أسفل

 



لابد للانسان ان يكون في تحرك وتطور مستمرين، وان يساعد نفسه على اتخاذ القرارات، ولا يقول لم يعد هناك وقت، او يقول لقد كبرت على احداث تغييرا بحياتي.
ومن اهم جوانب الشخصية التي في امس الحاجة الى الوقوف معها لاستدراك مابها من قصور او خلل.. الجزء المتعلق بالثقة.. ذلك لان الانسان اذا افتقد الثقة في نفسه فإنه لن يستطيع ان يحقق اي انجاز، وسيكون وجوده في الحياة بلا قيمة تذكر..


ان كل انسان لديه الثقة بنفسه بطريقة معينة، تجد شخصا لديه الثقة وهو يتكلم مع الناس او مع زوجته او مع اولاده... فكل منا لديه ثقة بشئ معين.. والشخص الذي يقول انه ليس لديه ثقة تماما فكلامه غير صحيح، فالذي حدث انه ركز على شئ تنقصه الثقة به، ثم بدأ في تعميم الامر ليقول: ليس لدي الثقة بنفسي.. اتدرون انه لو فقد الانسان الثقة بنفسه لعاش هذا الانسان في خوف شديد وسيشعر ان كل الناس اهم منه وافضل منه، وسيعاني من الاحباط والاوجاع النفسية.


ان التقدير الذاتي وهو مايأتي قبل الثقة بالنفس سيكون فيه اضطراب، اما الانسان الذي يتمتع بقدر من الثقة فنجده لايعاني من الخوف، تجد نظرة عينه بها ثقة وتشعر من خلال عينه انه يقول لك: انا واثق من نفسي لن تستطيع اطلاقا ان تؤثر علي.. فهو لايتأثر بالمؤثرات الخارجية ولا بالاخرين، لانه يعلم الى اين هو ذاهب، ويعلم ان هذه الثقة يستطيع ان يتجاوز معها تحدياته، بالثقة تستطيع ان تتجاوز المستحيل.
انت من تجعل الاستحالة موجودة وتجعلها تحيطك، فإذا قررت وفكرت وخططت وقمت بالفعل فلن يكون هناك مستحيل. ان الطائرات لديها شئ اسمها الغلاف فحين تصعد الطائرة الجديدة لاول مرة فلابد ان يطير بها الطيار باقصى سرعة ثم باقل سرعة حتى تعرف ماهى حدود تلك الطائرة، اما الانسان فليس له حدود اطلاقا.
في البداية نسأل من اين ياتي الثقة بالنفس؟ والى اين سيصل صاحب الثقة بالنفس؟
نجد الانسان الواثق بنفسه يتحرك بطريقة معينة، ويتنفس بطريقة معينة.. فمهما حدث فهو الذي سيفوز في النهاية.. ان اليابانيين يملكون شيئا جيدا وهو: ان من يقع اربع مرات فعليه ان يقف خمس مرات.. ولو وقع ست مرات سيقف سبع مرات.. حتى يحقق هدفه. ان الغرض من ذلك ان تحقق هدفك.. ماذا عليك ان تفعل لتحقيق ذلك الهدف.. لابد ان تعلم الى اين انت ذاهب. والانسان الذي يفكر بطريقة سليمة سيعلم ماهي اهدافه.. والى اي شئ ستوصله هذه الاهداف، وعندما يصل الى مايريد سيرى من هناك ماهو ابعد.. ان قوة الثقة بالنفس معنى ضخم.. فمجرد قولك ثقة بالنفس، يأتي الكلام عن المفهوم الذاتي.. ثم الصور الذاتية التي ستوصلنا الى تقدير الذات.
  بواعث الثقة.

اولا- المفهوم الذاتي.
ان معظم المشاكل تكون بسبب ان الشخص يريد من الاخر ان يكون مثله ويفعل مثل مايريده هو، فإذا قال لك شخص لابد ان تفعل كذا لتكون افضل، فهذا ربما يكون افضل بالنسبة لمفهومه الذاتي ولكنه ليس افضل بالنسبة لمفهومي.. المفهوم الذاتي كلمة تشمل ادراكك وقيمك وعاداتك ومعنى الاشياء بالنسبة لك، فالطفل عندما يولد لاتكون لديه لغة التي يقابل بها العالم، اللغة التي يفهمها، فيتعلم اولا كلمة ماما وبابا ثم يبدأ في تعلم اسماء الاشياء، وهنا يبدأ في جمع اللغة حتى يذهب للعالم ويقابله بهذه اللغة.. اذن المفهوم الذاتي يشمل ادراك هذا الطفل للعالم يكتشف ان الناس يتكلمون لغة مختلفة تماما عنه، ولا اقصد الاختلاف في النوع اللغة هي عربية ام انجليزية،.. انما الاختلاف في المفهوم في القيم في الاعتقادات ومن هنا يظهر الاحتكاك في فن الاتصال لان كل شخص يدافع عن قيمه.. يدافع عن رأيه.. كل انسان لديه اشياء ذات معنى مختلف عن غيره.. فإذا كلمتك بمفهومي وبمعتقداتي وبمعنى الاشياء بالنسبة لي وبقيمي انا كل هذا سيكون مختلفا عنك، سيحدث احتكاك في فن الاتصال، لان المفهوم الذاتي الذي يشمل كل شئ عني علاقتي مع نفسي.. خبراتي.. تجاربي..


- سمات المفهوم الذاتي:
1- انه مكتسب.
لانه ياتي من البرمجة، فنحن نكتسبه من الاب والام ثم من المدرسة ثم من الاصدقاء ثم من وسائل الاعلام،... اذن هناك برمجة حدثت لك وبما انه مكتسب اذن نحن نستطيع ان نغيره لانه عبارة عن برمجة.
2- انه منتظم.
فهو يريد ان يظل في نفس المكان ولايريد ان يتحرك نحو مكان اخر فهو يدافع عن نفسه، فبمجرد حصولك على المفهوم الذاتي وحصولك على لغة ومعنى وادراك فإنك تدخل في منطقة تسمى منطقة الراحة، او منطقة الامان بمعنى ان كل شئ لابد ان يكون في هذه المنطقة، ولو خرجت عنه او حدث اي تغيرفي حياتك ستقاوم وبشدة لان هذا يختلف عن منطقة الراحة الموجودة بداخلك. ومنطقة الامان هذه انا اسميها منطقة الخطورة لان الانسان اذا اطمئن بدرجة عالية فلن يستغل قدراته وبالتالي سيدخل الروتين على حياته وتبدا الاحباطات والاوجاع النفسية، ونجد اشخاصا كثيرين لديهم كافة الوسائل التي تجعلهم سعداء لكنهم في الحقيقة يكونون تعساء ومرضى نفسانين، يقولون لانفسهم لماذا اتغير.. انا سعيد هكذا لكنه داخليا يشعر بالضيق لان الجميع حوله في حركة وتغير لكنه توقف عند نقطة معينة. فلو ان احدا غير منزله او عمله سيحس بعدم الضمان والامان في الفترة الاولى لانه وجد نفسه قد خرج عن نقطة الراحة.. فمثلا عندما تطلب من شخص ان يتخذ قرارا فإنك بطلبك هذا اخرجته عن منطقة الراحة، وعنما يخرج منها لابد ان يخرج باسلوبه هو وبطريقته هو لاباسلوبك انت ولا بطريقتك انت، فلا احد يستطيع ان يغير احدا. ومن المشاكل الاساسية بين الاباء والابناء ان الاب يريد من ابنه ان يفعل شيئا معينا، والام تريد من ابنتها ان تفعل شيئا معينا طالما ان الانسان يحب ويرغب في فعل شئ معين سينجح في عمل هذا الشئ وذلك لان كل شخص لديه مفهومه الذاتي الذي يمتلكه، وهذا المفهوم يكون في منتهى القوة، ويحتوي هذا المفهوم على برمجة هذا الشخص، اما اذا كان الانسان يفعل شيئا وهو مجبر عليه فيكون هذا لشئ خارج مفهومه الذاتي، وخارج قيمه وخارج معتقداته وخارج اهدافه. اذن لابد ان اتغير على اساس مفهومي انا لا على اساس مفهوم شخص اخر.


3- انه ديناميكي.
يعني انه باستمرار يسعى للتحسن والوصول للافضل ولكن بشرط ان يكون هذا التحسن بمفهومه هو الشخصي لابمفهوم احد اخر.. وذلك لان الانسان يكبر بانجازاته، وهذا هو المطلب الاساسي لديه واحتياجه للمال يكون رقم 7 في سلم احتياجاته، فالانجازات تشعر الانسان بانه يتقدم وانه يكبر نفسه وينميها تشعره ان لديه الهدف في هذه الحياة.
والسؤال الان : كيف احدث تغيرا في المفهوم الذاتي؟
قلنا ان المفهوم الذاتي مكتسب، والسؤال: هل الشئ المكتسب يمكن ان يتغير؟ بالطبع نعم، لانه في الاصل موضوع من قبل شخص معين، ويمكن ان اغيره باسلوب يتوافق معي اولا عليك ان تعلم ان الراي الاخرين فيك لا ولم لن يدل عليك، وذلك لان هذا الراي يكون مبنيا على قيم ونظام وتفكير هؤلاء الاخرين، لا قيمك انت.. ولا تفكيرك انت.. ولا مفهومك انت.. فانا وانت والجميع معجزة من الله سبحانه وتعالى فكيف لشخص ان يحكم على شخص اخر؟
ثانيا- المثل الاعلى الذاتي.
لاتلم نفسك وانما حاسبها وتعلم من اخطائك، وحاول ان تنمي الجوانب الايجابية في شخصيتك وتصحح الجوانب السليبة او تزيلها. ان كل شخص يعرف نفسه جيدا والمشكلة التي تواجهه.
والمثل الاعلى يحتوي على خمسة اركان او اجزاء:
① الجزء الروحاني_ يكون لديك مثل اعلى داخلي فانت تعلم جيدا ماذا تريد.
② الجزء الصحي_ تعرف ماذا تريد، وما هي مشكلتك، وتعرف صحتك.
③ الجزء الشخصي_ انت تعلم تقديرك النفسي وتعرف كيف يتحقق ذلك التقدير.
④ الجزء المهني_ انك تعلم في اي المجالات ستحقق النجاح.
⑤ الجزء المادي_ تعلم الى اي اين تريد ان تصل بنفسك.
وهناك بعض الاشخاص الذين يعلمون جيدا مايريدونه لكنهم لايعلمون كيف يصلون لما يريدون، ولان هؤلاء الاشخاص لا يستطعون الوصول لهدفهم اولا يحاولون الوصول فيبداون المقارنة بينهم وبين الاخرين وهذه المقارنة سينتج عنها اللوم، سيلومون حظهم ويلومون الناس. فعندما لا يصل الشخص الى ما يريد سيصل الى مراحل الاحباط والقلق والتوتر والاكتئاب، كل ذلك فقط بسبب ان الشخص لا يعرف كيف يصل لشئ معين بداخله يريد الوصول له.
بالاضافة الى انه يرى الناس من حوله يستطعون الوصول لهذا الشئ فيبدا بالمقارنة ثم سيلوم نفسه، وفي النهاية سينقد وحاذر ان تقع في هذه الاشياء لانك اذا بدات بهم يكون قد وصلت لمشكلة كبيرة.

المشكلة الكبيرة تبدا بثلاثة اشياء اسياسية:
① المقارنة. ② النقد. ③ اللوم.
واتساءل هل من الصواب ان يلوم الانسان نفسه؟
لا تلم نفسك انما حاسبها، وتعلم من اخطائك، وحاول ان تنمي الجوانب الايجابية في شخصيتك، وتصحح الجوانب السلبية او تزيلها.

ثالثا- الصورة الذاتية.
لايمكن لانسان ان يحكم على غيره انه فاشل او انه قوى او انه ضعيف من خلال الشكل الخارجي. ان كل الانسان لديه صورة لكل شئ فنحن لدينا عينان نرى بها العالم الخارجي، فاذا نظرت في المراة سترى الاشياء الخارجية فقط ولن تستطيع ان ترى الاشياء الداخلية في جسمك رغم ان هذه الاشساء الداخلية هي العالم الحقيقي الذي يمثل اكثر 90% من قدراتك .. انت لن تستطيع ان ترى طاقتك.. لن تستطيع ان ترى كبدك او قلبك.. لن تستطيع ان ترى قدراتك الذهنية مثل ذكائك.. او صبرك.. او حبك الداخلي.. لكنك سترى شكلك الخارجي، فكيف ان تحكم على شخص انه فاشل او انه قوى او انه ضعيف من خلال الشكل الخارجي؟؟
والذي يحدث في الصورة الذاتية انه بين عينيك هناك عين ثالثة هذه العين تذهب بداخلك لترى صورتك الداخلية التي رسمتها انت عن نفسك منذ فترة، وهذه الصورة الداخلية لا تكون موجودة الا في المخ فقط.

رابعا- التقديرر الذاتي.
على الانسان ان يتقبل نفسه كما يراها هو وان يحب نفسه على حالتها.
التقدير الذاتي كذلك شئ في منتهى الخطورة، والتقدير الذاتي معناه الطريقة التي ترى بها نفسك بعنى احاسيسك ومشاعرك عن نفسك. التقدير الذاتي هو تقديرك انت لنفسك واحساسك انك راض عن نفسك، وهل انت تحب نفسك وفيها نقول انه يجب للانسان ان يحب ذاته ويحب نفسه...
البعض سيقولون ماهذا الكلام، حب النفس معناه الانانية.. طبعا هذا المفهوم خاطئ.. حب الذات معناه انك تقبل نفسك كما هي، وانك تقول لله سبحانه وتعالى انا متقبل الهدية التي اعطيتها لي كما هي.. فعلى الانسان ان يتقبل نفسه كما يراها هو وان تحب نفسه على حالته هذه..
وعدم تقبل الذات يوصل الشخص لامرين اساسين في منتهى الخطورة:
الامر الاول- السلوكيات السلبية.

الامر الثاني- ضعف الشخصية والخوف الاجتماعي.

خامسا- الانجازات الذاتية.
ان تركيزك على اهدافك يمنحك انجازا وطاقة ذهنية، وكلما كنت مرنا تجنبت الاحاسيس السلبية..
بعد المفهوم الذاتي ثم المثل الاعلى الذاتي ثم الصورة الذاتية ثم التقدير ياتي الانجاز الذاتي، فكل انسان يريد ان يكون لديه انجاز واي شخص يعاني من الاكتئاب فإنه يشعر انه ليس لديه انجازات. ان سؤالك لنفسك ماذا اريد؟ ينتقل بك الى المستقبل، ولماذا اريده؟ يعطيك الاسباب التي تدفعك الى تحقيق الهدف، ومتى اريده؟ تضع عامل الزمن في الاعتبار، وكيف احصل عليه؟ تعطيك الاماكانيات والوسائل، وعندما تقول "انا استطيع تحقيق الهدف" تقوى ثقتك بنفسك.

  فسيولوجية الثقة.

هناك شئ في الجسم يسمى فسيولوجية الثقة فنجد الشخص الواثق من نفسه له ضحكة تختلف عن الاخرين حتى تنفسه وحركاته لهما شكل يختلف عن الاخرين.. تفكيره الداخلي يختلف عن تفكير الاخرين.
فاول الامر عليك هو ان تغير من فسيولوجية جسمك لان الجسم اذا تغير فبالتالي فإن التفكير سيتغير وحين يتغير التفكير فإن الجسم سيتغير، فإذا تغير شئ من الاثنين تغير الثاني تلقائيا لان الاثنين مرتبطان ببعضهما.. ثم عليك ان تصل لمرحلة الثقة الداخلية واستعمل توارد الخواطر بالطاقة البشرية واستعد ثقتك في نفسك.

اذن من الاشياء المهمة جدا للشخص الذي يريد ان يكون لديه الثقة بنفسه انه يجب ان يفكر اولا ثم يبدا العمل تغيرات بسيطة في حياته.. تغيرات يجعله يخرج عن منطقة الامان ومنطقة الراحة.. فيتحرك من المكان الذي لا يحبه، وينتقل فورا الى المكان الذي يرغب ان يكون فيه.. يذهب لمكان هو فعلا يتمنى ان يكون فيه فابالصبر والتوكل على الله تستطيع تحقيق اهدافك.تقبل نفسك تماما، مهما كانت التحديات والظروف، فانت لست سلوكك ولا تحدياتك ولا احاسيسك، كل هذه نشاطات الحياة وردود الفعل اتجاهها.كون لنفسك صورة ذاتية داخلية وانت تحقق اهدافك، وكن واثقا بنفسك وبقدراتك الامحدودة..
تعلم الاستراتسجيات التي تعينك على استخدام قدراتك بهذا يقوى اعتقادك في قدراتك وامكانياتك وافكارك واهدافك..
وجه كل طاقتك الى الله سبحانه وتعالى واحبه وعظمه واستعن به وتوكل عليه، واخلص عملك واتقنه، تسعد في دنياك واخرتك.

الخميس، 5 ديسمبر 2013

مخاطر العادة السرية عند البنات

قد يؤدي الإدمان على العادة السرية عند البنات إلى مخاطر جمة و في يلي نعرض 

أهمها:

أولا: حدوث التهابات تناسلية -مهبلية -حوضية - رحمية 

ثانيا: حدوث الالتهابات البولية مما قد تؤدي إلى فشل كلوي

ثالثا: حدوث العدوى الفطرية أو البكتيرية أو الفيروسية في المهبل والجهاز التناسلي وقد تمتد الالتهابات لقناتي فالوب مما قد يؤدي إلى انسداد الأبواق مما قد يؤدي للعقم بعد الزواج 

رابعا: قد تفقد الفتات العذرية إذا مارستها بطريقة خاطئة 


خامسا: قد تؤدي للبرودة الجنسية بعد الزواج إذا ما أدمنت الفتاة اللذة السطحية بالاستثارة البظرية المجردة

سادسا: قد تؤدي لمضاعفات نفسية والعصبية مثل شعور الفتيات بالذنب والإحساس بالنقص وانعدام الثقة بالنفس والانطواء و الخجل الخوف من الزواج بسبب مخاوف فقدان العذرية.

سابعا: تأثيرها على غشاء البكارة ليس ضروري وقد يأتي من قبيل الصدفة، يستحسن تركها.

و يجمع معظم المتخصصين على أن الحل  للتخلص منها هو:

 الانشغال بهوايات أخرى.

 صرف النظر عن التفكير في الجنس.

أما الحل الديني فهو واضح، يكمن في الصيام مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشرَ الشباب من اسْتَطاع منكم الْبَاءَةَ فليتزَوَّج، ومن لم يستَطِع فعليه بالصوم فإِنه له وِجاءٌ». و بالتقرب نم الله عز و جل.
 
 وإذا كان لا بد من ممارسة العادة فينصح بالتقليل منها، نظراً لتبعات الإفراط التي تتضمن تبعات نفسية وجسمية.

الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

شخصية المرأة من خلال الأعمال المنزلي


                           تعتبر المرأة ملكة في بيتها فهي صاحبته ومديرته، فأجمل ما فيه يعتبر من لمساتها وأحلى الإضافات ما تضيفه عليه من أنوثتها الفياضة، وأحلى الأركان ما تهتم به ويعود دفء البيت إلى حرارة أنفاسها.
  فالمرأة منذ القديم وهي مربوطة بمنزلها وكل المهام فيه تعود إليها، وأحدث النظريات في علم النفس توضح كيف تتعرف المرأة على شخصيتها من خلال حبها وكراهيتها لشغل البيت.

 فتعرفي على شخصيتك و نفسيتكي من خلال أعمالك المنزلية 


حب الطبخ وكرهه

يرتبط الطهي بالتفاؤل، الإبداع والإيثار ورغبة خاصة في أن تكون باعثة على الإعجاب وامرأة خارقة للعادة، كما يدل أيضا على رغبتك في أن تكرسي نفسك للآخرين وامتلاك للحس الفكاهي الكبير مثل نجوم الكوميديا، وعلى العكس مما قد يعتقده البعض فإن النساء المحبات للطهي، فيشير إلى إصابتك بنوع من الكآبة والتشاؤم والملل الشديد، ولكنك أيضا قد تكونين في غاية النشاط وتشتاقين إلى قدر كبير من الحيوية، وهذا الكره يميز بين نوعين مختلفين ومتضادين من النساء،  فإما أن تكون مشغولة للغاية بحيث لا يكون لديها وقت للطهي، وإما أن تكون خاملة وكسولة بحيث لا تستطيع طهي بيضتين، كما تدخل في هذه الفئة المرأة التي تتحمل الجوع ودائما ما تكون عصبية وحادة الطباع.


غسل الأواني
لا يهم إن كنت تقومين بذلك بيديك أو بغسالة كهربائية، ولكنك إن كنت تمارسين هذا العمل بحب ورضى هذا يدل على أنك امرأة تجد رحتها في الحركة والحيوية ولذلك يوجد لديك استعداد فطري للأمومة، انك إذن امرأة تقليدية بالقدر الكافي وتحبين أن تكرسي نفسك للآخرين، وذلك أيضا لأنك تحبين أن يعتبرك الناس امرأة كريمة ومستعدة للتضحيات. أما إذا كانت رؤيتك لكومة كبيرة من الأواني والتي تحتاج إلى تطهير صارم تمثل لديك كارثة فهذا يعني أن احتياجات الآخرين تضايقك، فأنت تبدين متفتحة للحوار غير أنك لا تقبلين معارضة أي أحد لرأيك أو أن يفكر أحد بطريقة غير طريقتك.

غسل الملابس
يجب هذا التمييز بين الغسل اليدوي واستخدام الغسالة، ففي الحالة الأولى نحن أمام شخصية تعشق النقاء والتجديد الدائم، أما في...  وأنك واثقة من نفسك وتميلين إلى التحكم وفرض آرائك الخاصة، وعلى أي حال فإن الحالتين تدلان على كرمك وصدقك وميلك إلى المجتمع. وفي أحيان كثيرة يكون تراجعك عن غسل الملابس إشارة الخجل والتحفظ والحذر، ولكنه يدل أيضا على اتصافك بالخضوع وبالحياة في ظل أشخاص متسلطين، وتدخل في هذه الفئة النساء اللائي لا يقبلن فكرة تقدم العمر بهن كما لو كن يرغبن في وقف عجلة الزمن.

كي الملابس





 
حب كي الملابس مرتبط دائما بتنظيف أرضية المنزل، كما لو كان الأمر يتعلق نوعا من يحب مسح الأشياء 
المسطحة ولكن هل يعتبر الكي موهبة في شخصية المرأة؟ في الحقيقة أن حب الكي ما هو إلا حب النظام والوضوح ورفض قوي لكل ما هو غامض ومبهم، إن الكي نشاط لمن تفكر طويلا، وتعشق التخيل ولديها مشاغل كثيرة وإن كانت بطبعها لا تنهي ما تبدأ فيه من عمل. ويرتكز محور حياتك خارج المنزل بامتلاكك لروح المغامرة وحب معرفة المسائل المعقدة، هذا الخوض دائما مرتبط بحبك للقراءة والمناقشة. بالإضافة إلى ذلك فإن كارهات المكواة ينظرن إلى الحياة من خلال الأسود والأبيض فقط أي ليس هناك لون رمادي يتوسطهما.

الكنس
تعد المرأة التي تهوي الكنس في معظم الاحيان امرأة نشطة واثقة من قدراتها وطاقاتها الخاصة متفائلة ومستعدة للتضحية، تعمل دون كلل أو ملل تحب الاستيقاظ المبكر حتى تكون على اتصال مباشر مع الطبيعة التي تكن لها كل ما هو جوهري وفعال.
أما اذا كنت تكرهين كنس المنزل فهذا يعني أنك تتمتعين بروح طليقة فوضوية مائلة بشدة إلى الاستقلالية وكسر  اللوائح والقوانين، وتشعرين بحمل ثقيل تجاه كل نوع من التسلط، لكنك كريمة تكرسين نفسك للآخرين ومحبة شديدة للسلام، ويدل كسلك على أنك إذا اهتممت جديا بأمر ما تقومين به جيدا مستنفرة كل جهدك ولكن احذر إسرافك المفرط للنقود.

غسل الأرضية

انه عمل منزلي مفضل لدى الكثير من المتشائمات، إنها امرأة تميل إلى التقوقع داخل صراعاتها الداخلية وهمومها الخاصة منطوية تشعر بعدم فهم العالم لها. وتدخل في هذه الفئة أيضا النساء ذوات النفوس القوية والمقدرات لقيمة العائلة والعادات راغبات في أن تجعلن بيتهن رمز للمثالية. وتعد المرأة التي لا تهوى غسل الأرضية امرأة تحب النظر إلى السماء، فهي روحانية مثالية تميل إلى الدراسات الغامضة كما تمتاز بقدرة تأملية رفيعة وفكر عقلاني مضيء، في هذه الفئة يمكننا إيجاد بعض النساء ممن تملن إلى المجادلة وحب الإيثار الصادق وبعض الحساسية والقدرة على فهم الآخرين.

تنظيف الثلاجة
إن الثلاجة هي المكان الذي نحفظ فيه المواد الغذائية لبعض الوقت لعدم استعمالها فورا، لذلك فإن حب الاعتناء بالثلاجة يعكس بطريقة غير مباشرة نوعا من القلق من المستقبل والخوف من الاعتماد على أحد، ولكن كل ذلك يمكن أن يرتبط بشخصية حساسة من تقديرات ومظاهر إعجاب الآخرين. إن المرأة التي تميل إلى ترك ثلاجتها دون نظافة إما أن تكون كسولة أو غير مهتمة بهذا العمل، أو تكون شخصية تهوى إعطاء الأوامر فهي ظاهريا واثقة من نفسها لكن هذا نوع من إخفاء حساسية لا تستطيع تقبلها.
مسح التراب
هو المسح السيكولوجي الأساسي الذي يميز المرأة المهووسة بقطعة التنظيف أو بريشة نفض الغبار، كما يلمح عند المرأة التي تحب مسح التراب رهبة غير منطقية من العجز والذنب تجاه الآخرين. وتتصف المرأة التي لا يهمها هذا النوع من الأعمال بوسواس المرض، كأن تكون مشتتة دائما أو أنها تحيا حياتها يوما بعد يوم وهي مستعدة أن تنتهز كل لحظة خاطفة من الحاضر، رافضة أي نوع من التنظيم للمستقبل ولكنها لا تهتم أيضا بتوقف حياتها عند ذكريات الماضي.

تجفيف الأواني
أن تجفيف الأطباق عمل لا يتطلب السرعة ولذلك فهو يجذب المرأة الموسوسة والمنظمة، وليس نادرا أن ترى في هذه الفئات بعض النساء اللائي يتميزن بموهبة تجميع الأشياء الثمينة، أو تتميز بتجفيف الأواني وهي تتحدث مع الآخرين إلى أن تجف مع آخر نقطة في الأواني المغسولة. أما المرأة التي تهوى ترك الأطباق في مكانها الخاص دون أن تجففها فهي امرأة عملية لديها ثقافة جيدة لا تكترث بالمظاهر ولا تستطيع أبدا إن تمسك القماش لتنشيف الأواني إلا إذا كانت مجبرة، ولا نستعبد من هذه الفئة النساء اللائي يعانين من الوحدة وفترات الاكتئاب.

إعداد المائدة
من تحب إعداد المائدة تحب النظام والحياة الاجتماعية، فغالبا ما تكون رومانسية ترغب في إن تكرس حياتها ونفسها للآخرين، ومن لا ترغب في ذلك تخاف الآخرين ولا تشعر أبدا براحة أينما تذهب أو مع من تكون وتهرب من أي مشكلة صعبة الحل.

ترتيب الفراش
تتميز المرأة التي تهوى ترتيب الفراش بخوفها الشديد على صحتها، أنها امرأة مقتصدة غيورة على ممتلكاتها الخاصة، وتتميز امرأة التي لا تهوى ذلك بحبها للإبداع والحماس الشديد وبقدرتها على التكييف مع المواقف الجديدة.

نفض السجاد

انه عمل تهواه النشيطة العملية والمليئة بالطاقة والسرعة، إنها امرأة تمتلك صحة بدنية متينة ولذلك تدخل في هذه الفئة الرياضات من النساء، كما تحب أيضا من تنظر إلى الواقع دون نفاق فهي حارة الطباع ولكنها تستطيع العفو، وتجد في هذه الفئة المرأة التي لا يمكن أن تتغاضى بأي ثمن عن الصدق في حياتها. فإذا كان لا يجذبك تنفيض السجاجيد، معنى هذا انك تحبين تركه دون نظافة ولكنك تفضلين تنظيفه بمكنسة كهربائية، ومنه فصفاتك النفسية هي باختصار الميل إلى الشك في كل شيء، الكسل والاتجاه إلى الحياة التأملية وشعارك هو اجل عمل اليوم إلى الغد.

الاعتناء بالزهور


أن الاعتناء بالزهور لا يعد عملا منزليا مثل باقي الأعمال ولكنه هواية تجذب الأشخاص المثقفين، أيا كان نوع تخصصهم الدراسي وغالبا ما تكون شخصية المخبأة للزهور راقية تميل إلى التأمل والتفكير العميق ولا تقف أبدا عند المظاهر. أما كراهيتك لذلك فهي إشارة لرغبة منك في أن تكوني قوية ومستقلة، أي انك تريدين نفي الأجزاء الضعيفة الرقيقة والطفولية في ذاتك، ويعكس أيضا قلقك من أن تجنبي من إفراطك في المشاعر والأحاسيس قلقا من عدم القدرة على السيطرة عليها.

التسوق

تتميز شخصية المرأة التي تهوى شراء أشياء كثيرة من الأسواق بأنها ذات شخصية منبسطة متفائلة كريمة ومحبة للحياة الاجتماعية، متفتحة للحوار. أما العزلة و التشاؤم وعدم الاطمئنان والانغلاق فهي الجوانب السلبية في من لا تهوى ذلك. تندرج تحت الفئة بعض النساء اللائي يمتلكن حسا نقديا ممتازا فهن ملاحظات، حذرات، وفنانات مراهقات ويمتلكن آراء واضحة وشخصية قوية، وأخيرا التي تعاني من فوبيا الأماكن المفتوحة.

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

الأنا و الأنا الأعلى : فرويد

الأنا و الأنا الأعلى (الأنا المثالي):
 

استخلاصات الفصل الثالث من  كتاب الانا و الهو


إن الاضطراب المؤلم المعروف بالمالنخوليا و هي مرض عقلي يتميّز بحالة من الكآبة تسود المريض , و من أعراضها : الإكتئاب و فقدان الاهتمام بالعالم الخارجي و فقدان القدرة على الحب و الشعور بالنقص و الميل نحو تأنيب الذات و لومها مما يؤدي إلى التوقع الوهمي للعقاب . الأنا عند هؤلاء الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب قد استعاد أحد موضوعات حبِّهِ القديمة , أي أنه قد استبدل حبَّه لهذا الموضوع بتقمُّص شخصيته في أول الأمر . أثناء المرحلة الفهميّة البدائيَّة عند الفرد , يكون من الصعب جداً التمييز بين حب الموضوع و التقمّص , و نفترض أن حب الموضوع يصدر عن الهو الذي يشعر كأنها حاجات , و يفطن الأنا الذي لا يزال ضعيفاً إلى حبه للموضوع و هو إما يستسلم لهذا الحب و إما أن يحاول أن يقي نفسه منه بعمليّة الكبت .
إن التغير الذي يطرأ عن الأنا هو عبارة عن وسيلة يستطيع بها الأنا أن يقبض على زمام الهو و أن يوثق علاقته به و هو يدفع ثمن لذلك استسلامه لخبرات الهو إلى درجة كبيرة . و عندما يتخذ الأنا صفات الموضوع , فإنه يقوم بفرض نفسه على الهو كموضوع للحب و يحاول أن يهوِّن من أمر ضياع ذلك الموضوع بقولِه : ( انظر إنني أشبه الموضوع أيضاً فأنت تستطيع أن تحبني كذلك ) .
إن تحول الليبدو المتعلق بالموضوع إلى ليبدو نرجسي , و هو ما يحدث في هذه الحالة , إنما يتضمن بوضوح التخلي عن الأهداف الجنسيّة . أي يتضمَّن عمليّة سحب الطاقة الجنسيّة , فهو إذن عبارة عن نوع من الإعلاء. فمن الممكن أن تحول الطاقة النفسيّة المتعلقة بالرغبة الجنسيّة نحو أنواع كثيرة من النشاط الغير جنسي , كالألعاب الرياضيّة و الآداب و الفنون . و تُعرَف عملية تجريد الدافع الجنسي من طلقته الجنسيّة بـ(سحب الطاقة الجنسيّة) , أما عمليّة سحب الطاقة الجنسيّة من هدفها الجنسي و تحويلها إلى أهداف غير جنسيّة , تكون مقبولة من المجتمع , فتُعرَف بالإعلاء أو التسامي و هذه هي الطريقة العامة للإعلاء التي تتم بواسطة الأنا .
و بالرغم مما في ذلك من خروج عن موضوعنا , إلا أننا لا نستطيع أن نتجنّب توجيه اهتمامنا نحو تقمصات الأنا للموضوعات . فإذا تغلبت هذه التقمصات على الأنا , و إذا كثر عددها و ازدادت شدَّتُها , و تعارض بعضها مع البعض الآخر , قد ينتج عن ذلك تمزيق لوحدة الأنا . ذلك حينما تأخذ المقاومات تفصل هذه التقمصات المختلفة عن الشعور الواحدة بعد الأخرى . و مهما أصبحت قدرة الشخص على مقاومة تأثير حبه السابق المهجور للموضوع , فإن آثار التقمصات الأولى التي تتم في الأيام الأولى من الطفولة ستكون عامة و باقية للأبد .
و هنا نعود إلى نشأة الأنا المثالي , إذ ورائها يكمن أول و أهم التقمصات و هو تقمص شخصيّة الأب . إن الموضوع كله معقد جداً , و يرجع تعقيد المشكلة إلى عاملين :
1- الصفة الثلاثيّة لموقف أوديب: و هو الموقف الذي تظهر فيه عقدة أوديب و تتلخص في حب الطفل لأمه و كرهه لأبيه و تسمى أوديب الإيجابية , أما حب الطفل لأبيه و كرهه لأمهِ , و هو الاتجاه الذي تسلكه البنت عادةً و يسمى عقدة أوديب السلبيّة . تُطلق عقدة أوديب الكاملة على الحالات التي تظهر فيها عقدة أوديب السلبية و الإيجابيّة عند الطفل الواحد . فقد يحب الطفل أمه أحياناً و يشعر بالتناقض الوجداني تجاه أبيه مما يؤدي إلى تقمص شخصيّة الأب , و قد يحب نفس الطفل أباه أحياناً أخرى و يشعر بالتناقض الوجداني نحو أمه مما يؤدي إلى تقمص شخصيّة الأم . إن عقدة أوديب الكاملة ترجع إلى الثنائية الجنسيّة الموجودة في طبيعة كل طفل . و تتوقف الصورة النهائية التي تتخذها عقدة أوديب على مقدار عناصر الذكورة و الأنوثة الموجودة بالفطرة في طبيعة كل فرد , و على التجارب و الخبرات الشخصيّة التي تعرّض لها في مرحلة الطفولة .
2- الثنائيّة الجنسيّة في بنية كل فرد: و هي وجود خصائص الذكورة و الأنوثة في شخص واحد و تظهر الثنائيّة الجنسيّة بصورة عضويّة حينما توجد أعضاء تناسل الرجل و المرأة في شخص واحد و تُعرف هذه الحالة بالخنوثة . و قد تظهر الثنائيّة الجنسيّة بصورة سيكولوجيّة فقط و ذلك حينما توجد الخصائص و الصفات السيكولوجيّة لكل من الذكورة و الأنوثة .
و تتوقف شخصيّة الفرد و خُلقُهُ إلى حد كبير على مقدار الكبت و التدعيم الذي يتعرض له كل نوع من هذه العناصر في مرحلة الطفولة .
*و يمكن وصف حالة الطفل الذكر في أبسط صورها كما يلي:
يبدأ الولد الصغير في سن مبكرة يشعر بالحب نحو أمّه وهو حب في الأصل متعلق بثدي الأمّ وأول حالة من حالات اختيار الموضوع تنشأ على صورة الاعتماد على الأمّ وهنا يقوم الولد بتقمص شخصيّة الأب وتبقى هاتان العلاقتان جنباً إلى جنب لفترة حتى تأخذ الرغبات الجنسيّة المُّتجهة نحو الأمّ تزداد في الشدة ويبدو الأب كأنه يعوّق تحقيق هذه الرغبات وعن ذلك تنشأ عقدة أوديب ثم يأخذ تقمص شخصيّة الأب صفة عدائية ويتحول إلى رغبة في التخلص من الأب لكي يأخذ مكانه من الأمّ وتصبح علاقته الوجدانية مع الأب متناقضة وهذا أمر طبيعي في التقمص ويتكون من موقف التناقض الوجداني نحو الأب وعلاقة الحب الشديدة نحو الأمّ (مضمون عقدة أوديب الإيجابية)وبزوال عقدة أوديب يصبح من الواجب على الولد أن يتخلى عن حب أمّه وقد يُملأ مكانها أحد الأمرين:
إما بتقمص شخصية الأمّ ،أو زيادة شدّة تقمصه لشخصية أبيه والنتيجة الثانية هي السَّوية لأنها تسمح لعلاقة الحب نحو الأمّ بالبّقاء على نحو ما ويؤدي زوال عقدة أوديب إلى تأكيد صفة الذكورة في الولد وبنفس الطريقة تؤدي عقدة أوديب في البنت زيادة شدة تقمصها لشخصية أمها وتأكيد صفات الأنوثة فيها .
وهناك حالات أخرى تلاحظ عند البنات أكثر من الأولاد وهي أن البنت الصغيرة بعد أن تتخلى عن أبيها من حيث هو موضوع حُبها تأخذ في إظهار ذكورتها وفي تقمص شخصية أبيها (أي تقمص شخصية الموضوع المفقود) بدلاً من تقمص شخصية أمّها وهذا يتوقف على درجة شدة الذكورة في استعدادها الطبيعي.
ويتضح من خبرتنا بالتحليل أن أحد عنصري عقدة أوديب يكون في كثير من الحالات غير ظاهر فيما عدا بعض الآثار الطفيفة بحيث تكون النتيجة وجود سلسلة تقع عقدة أوديب الإيجابية على أحد طرفيها وعلى الطرف الآخر عقدة أوديب السلبية بينما تتكون الحالات المتوسطة من نوع عقدة أوديب الكاملة التي ترجح فيها كفة أحد عنصري عقدة أوديب وعندما تُحل عقدة أوديب فإن الاتجاهات التي تتكون من هذه العقدة تتجمع على نحو ما بحيث تؤدي إلى تقمص شخصية الأب وإلى تقمص شخصية الأمّ وإن النتيجة العامة لعقدة أوديب تشكيل أثر في الأنا يتكون من هذين النوعين من التقمص مجتمعين معاً على نحو ما.
وليس الأنا الأعلى مجرد أثر خلفته اختيارات الموضوع المبكرة التي قام بها الهُو ولكنه يمثل أيضا تكوين رد فعل قوي ضد هذه الاختيارات وليست علاقته بالأنا قاصرة على إتباع هذا القانون ( ينبغي عليك أن تكون كذا وكذا مثل أبيك ) ولكنها أيضاً تشمل هذا التحريم ( لا يجب عليك أن تفعل كل ما يفعل فهناك أشياء كثيرة تعتبر من حقوقه الخاصة ) وينشأ هذا الازدواج في علاقة الأنا المثالي من قيامه بمهمة كبت عقدة أوديب وذلك لم يكن بالأمر السهل فقد كان الطفل يدرك أن الوالدين وخاصة الأب يقفان عقبة في سبيل تحقيق الرغبات الأوديبية ولذلك قام أنا الطفل بتقديم هذه المعونة لتحقيق هذا الكبت وذلك بإقامة نفس العائق في داخل نفسه وقد استعار الطفل قوته على القيام بهذه المهمة من الأب فالأنا الأعلى تقوم بالإبقاء على خُلُق الأب وكلما اشتدت وطأة عقدة أوديب كلما كان كبتها يتم بسهولة ( تحت تأثير السلطة والتعاليم الدينية و التعليم) ، كانت سيطرة الأنا الأعلى على الأنا فيما بعد أشد و تظهر هذه السيطرة بصورة الضمير أو الإحساس اللاشعوري بالذنب فإن نشأة الأنا الأعلى تَظهر نتيجة عاملين :أحدهما العامل البيولوجي ،والآخر عامل تاريخي أي أنه يحدث نتيجة الفترة الطويلة التي يقضيها الإنسان في حالة ضعف واعتماد على الغير أثناء طفولته ونتيجة عقدة أوديب التي بَينا أن لكبتها علاقة بظهور مرحلة الكمون التي تعطل نمو الليبدو وبظهور النشاط المزدوج التي تتميز به الحياة الجنسية عند الإنسان فإن فرويد يرى بأن الحياة الجنسية تظهر عقب الولادة مباشرة وتمر بمراحل مختلفة :

*المرحلة الأولى: هي المرحلة الفميّة وتتميز بحصول الطفل على اللذة من منطقة الفم .
*المرحلة الثانية: هي المرحلة الإستية تبدأ حوالي نهاية العام الأول ويحصل الطفل فيها على اللذة عن طريق التبرز، وتظهر فيها بوضوح ميول الطفل العدوانية .
*المرحلة الثالثة: هي المرحلة القضيبية وتبدأ في السنة الثانية أو الثالثة وهي تتميز ببدء اهتمام الطفل بعضو الذكر التناسلي وفي هذه المرحلة تبلغ الحياة الجنسية عند الطفل ذروتها وفيها تقع المرحلة الأوديبية إذ يأخذ الطفل يشعر بميل جنسي نحو أمه ويكره أباه وينتهي الأمر بالوالدين إلى تهديد الطفل بالخصاء ويؤدي ذلك إلى قيام الطفل بكبت عقدة أوديب.
*المرحلة الرابعة: هي مرحلة الكمون وتبدأ عادة حوالي السنة الخامسة أو السادسة وتستمر حتى مرحلة المراهقة وهذه المرحلة يتميز بها الإنسان وليس لها نظير عند الحيوانات ، وفي هذه المرحلة يهدأ النشاط الجنسي عند الطفل وتأخذ طاقته الجنسية تنصرف نحو كثير من أنواع النشاط الغير جنسي .
فالأنا المثالي إذن وريث عقدة أوديب وهو أقوى الدوافع وأهم التقلبات اللبيدية في الهُو وبتكوين هذا الانا المثالي يقوم الأنا بالتغلب على عقدة أوديب كما يقوم في نفس الوقت بوضع نفسه تحت سلطة الهُو فبينما يقوم الأنا على الأخص بتمثيل العالم الخارجي أي الواقع يقوم الأنا الأعلى على العكس من ذلك بتمثيل العالم الداخلي أي الهو فإن الصراع الذي ينشب بين الأنا والانا المثالي يعكس بالنهاية الخلاف بين ما هو واقعي و ما هو نفسي أي بين العالم الخارجي والداخلي.

الانا و الهو لدى فرويد

الأنا و الهُوا 


استخلاصات الفصل الثاني من كتاب الانا و الهو

أصبحت معرفتنا كلها بدون استثناء مرتبطة باللاشعور . و حتى معرفتنا باللاشعور , ليس من الممكن أن تتم إلا بجعلهِ شعورياً , و لكن كيف يمكن ذلك ؟ ما هو معنى قولنا (بجعلهِ شعوريّاً) ؟ و كيف يحدث ذلك ؟
الشعور هو سطح الجهاز العقلي , و قد جعلناهُ وظيفة لجهاز هو من الناحية المكانيّة أول ما يتصل به من العالم الخارجي (ما أثبتهُ البحث التشريحي).
إن جميع الإدراكات التي تصلنا من الخارج ( الإدراكات الحسيّة) , و من الداخل ما نسميها الإحساسات و المشاعر الوجدانيّة, إنما هي شعوريّة من البداية . و لكن ما هو شأن تلك العمليات الداخلية التي قد نُطلق عليها في شيء من الغموض اسم (العمليات الفكريّة)؟! . إنها عبارة عن عمليات بديلة للطاقة العقليّة , تمّت في مكان ما داخل الجهاز أثناء اتجاه هذه الطاقة نحو الحركة . و لسنا ندري هل تقترب هذه العمليات الفكريّة من سطح الجهاز الذي يسمح حينئذ بحدوث الشعور , أم أنّ الشعور هو الذي ينتقل إليها ؟ و هذه إحدى الصعوبات التي تنشأ عندما يبدأ الإنسان بأخذ النظريّة المكانية للحياة العقليّة بصورة جديّة , و كِلا هذين الاحتمالين لا يمكن تخيُّله و لا بدَّ أن يكون هناك احتمال ثالث .
سبق أن افترضنا أن الفرق الحقيقي بين المعنى (أو الفكرة) اللاشعوري و المعنى قبل اللاشعوري , إنما يتلخص في أن المعنى الأول ينشأ من مادة تظل غير معروفة , بينما يكون المعنى الثاني قبل الشعور و , بالإضافة لذلك , مرتبطاً بعض الصور اللفظيّة . يبدو إذن أن هذا السؤال ( كيف يُصبِح المعنى شعوريّاً ؟) , يُمكن أن يُوضّح بطريقة أفضل , على هذه الصورة (كيف يُصبِح المعنى شعوريّاً ؟) . و يُصبِح الجواب هو : (بأن يرتبط بالصور اللفظيّة المطابِقة لهُ) , و هذه الصور اللفظيّة هي الآثار الباقية في الذاكِرة و قد كانت في وقتٍ ما إدراكات حسّيّة , و تستطيع مثل جميع الآثار الباقية في الذاكرة أن تُصبِح شعوريّة مرَّة أخرى .
إن ذلك الشيء الذي كان إدراكاً حسّيّاً شعوريّاً , هو وحدهُ الذي يستطيع أن يُصبِح شعوريّاً . و إن أي شيء يأتي من الداخل (ما عدا المشاعر الوجدانيّة) و يُحاول أن يُصبِح شعوريّاً , يجب أن يُحوِّل نفسه إلى إدراكات حسّيّة خارجيّة . و من الممكن أن يحدث ذلك عن طريق الآثار الباقية في الذاكرة .
إننا نتصوَّر الآثار الباقية في الذاكرة بأنها مُجاوِرة لجهاز الإدراك الحسّيّ-الشعوري مُباشرةً . و بذلك تستطيع الشحنات النفسيّة المتعلقة بهذه الآثار أن تمتد بسهولة نحو العناصر الموجودة بجهاز الإدراك الحسّيّ و الشعور . و نتذكّر هنا الهلاوس و أن أكثر الذكريات قوة تكون دائماً متميّزة عن كلٍ من الهلوسة و الإدراك الحسّيّ الخارجي , و بأنه عندما تعود إحدى الذكريات فإن الشحنة النفسيّة تظل باقية في جهاز الذاكرة , أما الهلوسة التي لا تكون متميّزة عن الإدراك الحسّيّ فلا تحدث بمجرّد امتداد الشحنة النفسيّة من الأثر الباقي في الذاكرة نحو عنصر الإدراك الحسّيّ فقط و إنّما بالانتقال إليهِ كليّاً .
تُستَمدّ الآثار اللفظيّة أولاً من الإدراكات السمعيّة و لِذلك كان لجهاز ما قبل الشعور مصدر حسّيّ خاص أما العناصر البصريّة من الصور اللفظيّة , فهي شيء ثانوي و تُكتَسب عن طريق القراءة و قد تلعب الصور الذهنيّة الحركيّة للكلمات دوراً ثانويّاً إلا في حالة الصم البكم , فأساس الكلمة هو فوق كل شيء الأثر الذي يبقى في الذاكرة عن الكلمة التي تُسمع .
لا يجب ان ننسى أهميّة الآثار البصريّة الموجودة في الذاكرة _آثار لِأشياء في مُقابل الكلمات , أو إلى إنكار إمكان ظهور العمليّات الفكريّة في الشعور عن طريق رُجوعِها من الآثار البصريّة و هي الطريقة التي يفضلها الناس. و تُعطينا دراسة الأحلام و الخيالات (القبل الشعوريّة) , طِبقاً لملاحظات(ج.فاريندونك) , فِكرة عن الطابع الخاص بالتفكير البصريّ .
إن ما يظهر في الشعور هو في العادة مادة التفكير فقط , أما العلاقات التي بين العناصر المختلفة لهذه المادة , و هي ما يُميّز التفكير بصفة خاصَّة , فلا تستطيع أن تظهر في صور بصريّة . التفكير بصورة بصريّة إذن , إنما هو عبارة عن الشعور بشكل ناقص جداً فقط , و هو أكثر قرباً إلى العمليات اللاشعوريّة من التفكير بالألفاظ . إذا كانت هذه إذا هي الطريقة التي يستطيع بها ما هو في ذاتِهِ (لا شعوريّ) أن يُصبح (قبل شُعوريّ) , فكيفَ يستطيع ما هو مكبوت أن يُصبِح قبل شعوري ؟ يُمكن أن يحدث , ما هو مكبوت أثناء التحليل , ببعض الروابط القبل شعوريّة المتوسِّطة .
إن الإحساسات و المشاعر الوجدانيّة المتعلقة بسلسلة اللذة و الألم , هي أكثر أوليّة من الإدراكات الحسّيّة الخارجيّة , كما أنها تستطيع أن تنشأ حتّى في الحالات التي يكون الشعور فيها غامِضاً .
لا تتميّز الإحساسات اللذيذة بأية كيفيّة نزوعيّة فطريّة , بينما توجد هذه الكيفيّة في الإحساسات المؤلمة بدرجة كبيرة . فالإحساسات المؤلمة تنزع نحو التغيير و نحو التفريغ , و لهذا السبب نفسّر الألم على أنّه يتضمّن ازدياد شحنة الطاقة النفسيّة , و نفسر اللذة على أنها تتضمن خفضها .
و لنفرض أننا نضيف ما نشعر به على هيئة لذة أو ألم بأنه عقليّ كمّيّ أو كيفيّ غير محدد , فالمشكلة حينئذٍ تُصبح : هل يمكن أن يصبح هذا العنصر شعوريّاً في المكان الذي يوجد فيه بالفعل أم هل يجب أن ينتقل أولاً إلى جهاز الإدراك الحسيّ ؟
تدل الخبرة على صحة الرأي الثاني , فهي تبيّن لنا أن هذا العنصر غير المحدد , يتصرّف كما يتصرّف الدافع المكبوت , فهو يستطيع أن يُبدي قوّة دافعة بدون أن يلاحظ الأنا ما في ذلك من إلزام . و لا يصبح هذا العنصر غير المحدد واضحاً في الشعور على هيئة ألم إلا إذا نشأت مقاومة ضد الإلزام . كما يُمكن أن تظل التوترات التي تنشأ عن الحاجة البدنيّة لاشعوريّة . كذلك الألم هو شيء متوسّط بين الإدراك الحسّيّ الخارجي و بين الإدراك الحسّيّ الداخلي , و هو يتصرّف كأنه إدراك حسي داخلي حتى لو كان صادراً عن العالم الخارجي , و إنَّ الإحساسات و المشاعر الوجدانيّة , تظهر في الشعور حينما تصل إلى جهاز الإدراك الحسيّ .
لا بُدَّ من إيجاد حلقات الربط أولاً قبل أن تتمكن الأفكار اللاشعوريّة من الظهور في الشعور , أما في حالة المشاعر الوجدانيّة , فيمكن أن تنفذ إلى الشعور مباشرةً و بمعنى آخر الفرق بين شعوري و قبل شعوري , يُصبِح بِلا معنى عندما نتكلّم عن المشاعر الوجدانيّة فلا وجود لما قبل الشعور في هذه الحالة . المشاعر الوجدانيّة إما أن تكون شعوريّة أو لاشعوريّة .
حتى لو اتصلت المشاعر الوجدانيّة بالصور اللفظيّة , فإن ظهورها في الشعور لا يتوقّف على هذا الأمر , و إنما تستطيع أن تظهر في الشعور مباشرةً .
دور الصور اللفظيّة هو تحويل العمليّات الفكريّة الداخليّة إلى إدراكات حسّيّة و ذلك يبرهن نظريّة أن مصدر جميع أنواع المعرفة هو الإدراكات الحسيّة الخارجيّة .
و بعد توضيح العلاقات الموجودة بين الإدراك الحسيّ الخارجي و الداخلي و بين جهاز الإدراك الحسي الخارجي (الشعور) , فإننا نستطيع أن نبدأ بشرح فكرتنا عن الأنا .

ينشأ الأنا في جهاز الإدراك الحسّيّ , ثم يبدأ في اشتمال ما قبل الشعور الذي يُجاور الأثار الباقية في الذاكرة , و هو (أي الأنا) منطقة إسقاط لجميع الإحساسات التي تحدث في البدن .
سننظر الآن إلى الفرد باعتبار أنه (هو)نفسيّ مجهول و لاشعوريّ , و يوجد على سطحه (أنا) نما من نواتِهِ جهاز الإدراك الحسيّ و لكن الأنا لا يُحيط بجميع الهوَ و لكنه يحيط به فقط بالقدر الذي يسمح بتكوين جهاز الإدراك الحسّيّ على سطحه, و يشبه ذلك وجود الطبقة الجرثوميّة على البيضة . ليس الأنا منفصلاً عن الهو تمام الانفصال , و إنما يندمج جزؤهُ الأسفل في الهو , و لكن الشيء المكبوت مندمج في الهو و جزء منهُ . المكبوت , شيء قد فصلتهُ عن الأنا المقاومة التي يبذلها الكبت و هو يستطيع أن يتصل بالأنا عن طريق الهو . فالأنا , هو ذلك القسم من الهو الذي تعدَّل نتيجة تأثير العالم الخارجي فيهِ تأثيراً مباشراً بواسطة جهاز الإدراك الحسيّ(الشعور) , و يقوم الأنا بنقل تأثير العالم الخارجي إلى الهو و ما فيه من نزعات , ويحاول أن يضع مبدأ الواقع محل مبدأ اللذة الذي يسيطر على الهو . و يلعب الإدراك الحسيّ في الأنا , نفس الدور الذي تلعبهُ الغريزة في الهو و يُمثّل الأنا ما نسمّيهِ الحكمة و سلامة العقل , على خلاف الهو الذي يحوي الانفعالات . وظيفة الأنا تكون عادةً في تولّيهِ الإشراف على منافذ الحركة و تنفيذ رغبات الهو دائماً كأنها رغباته الخاصّة . و يوجد إلى جانب تأثير الإدراك الحسيّ , عامل آخر لهُ دور في تكوين الأنا و تمايزه عن الهو , و هو بدن الشخص ذاته الذي تنبعث منه الإدراكات الحسيّة الخارجيّة و الداخليّة . و إنَّ للألم دوراً في معرفة أعضائنا و هو الطريقة التي نصل بها إلى فكرتنا عن بدننا الخاص .
مسرح نشاط الانفعالات الدنيا موجود في اللاشعور , وكلما ارتفعت درجة الوظيفة العقليّة في سلم قيمنا , كان ظهورها في الشعور أكثر سهولة .
و لكن تبيَّنَ أن حتّى تلك العمليات العقليّة الدقيقة تتطلب في العادة انتباه شديد , فمن الممكن أن تحدث أيضاً و هي قبل شعوريّة و دون أن تظهر في الشعور . قد تحدث هذه العمليّات مثلاً أثناء النوم(عندما يجد شخص عُقب استيقاظه مباشرةً , أنهُ يعرف حل مشكلة كان يحاول حلها عبثاً في اليوم السابق ). و هناك ظاهرة أخرى , هي قوة نقد النفس و قوة الضمير عند الأشخاص , و هُما في مرتبة عالة جداً بين أنواع النشاط العقلي , لا شعوريّتين . يلعب الإحساس اللاشعوري بالذنب دور إقتصادي هام في عدد كبير من الأمراض العصبيّة , فهو يضع أعظم العوائق في طريق الشفاء .
إن الإحساسات البدنيّة , و هي التي تكوِّن حقيقة الأنا , تنفذ إلى الشعور مباشرةً , أمَّا العمليّات العقليّة قد تكون لاشعوريّة و قد لا تستطيع النفاذ إلى الشعور مباشرةً .

نظريّة اللاشعور عند فرويد

نظريّة اللاشعور


 استخلاصات الفصل الأول من كتاب الانا و الهو 
 
يرجِع تاريخ اكتشاف فرويد للاشعور و أهميته في حياة الإنسان إلى وقت اشتغالهِ بدراسة الهستيريا , بالاشتراك مع جوزيف بروير (1841-1925) , أحد أطباء فيينا المشهورين , و اتَّضحَ لهما أثناء الدراسة أن الأعراض الهستيريّة تنشأ عن ذكريات مكبوتة في اللاشعور و هذه الأعراض تزول إذا استطاعَ المريض تذكّر هذه الذكريات (الأحداث) أثناء العلاج .

و لم يكن من السهل أن يقتنع الفلاسِفة بفكرة (العقل اللاشعوري) , كما يقول فرويد ,التي كانت برأيهم تُناقِض المنطِق . فلا بُدَّ أن يكون العقل شعوريّاً , و في هذا الكتاب نجد تعديلاً بآراء فرويد , فيما يتعلَّق باللاشعور و علاقته بأجزاء الجهاز النفسي , عن مؤلفاتِهِ الأولى . و من المعروف أن فرويد كثير التعديل و التغيير لآرائه و نظريّاتهِ على ضوء ما كانت تكشُفهُ لهُ ملاحظاته و أبحاثه من معلومات جديدة .


نظريّة الجهاز النفسيّ :
 
برأي فرويد , هناك ثلاث أقسام للجهاز النفسي , و هي :
 الشعور و ما قبل الشعور و اللاشعور .
الشعور: هو ذلك القسم من العمليات النفسيّة التي نشعر بها دون و نُدركها , و من المشاهد أن العمليّات النفسيّة الشعوريّة لا تكون سلسلة متَّصلة , بل يوجد فيها دائماً الكثير من الثغرات و الفجوات , و أن تفسير هذه الثغرات يعود بالرجوع إلى العمليّات النفسيّة التي تجري في القسمين الآخرين من العقل و هُما : (ما قبل الشعور) و (اللاشعور) .
إنّ الشعور حالة وقتيّة -(مؤقتة)- و ليست دائمة , قد تظهر فيها الفكرة لفترة قصيرة ثم تختفي , و بإمكانها الظهور مرة أخرى إذا توافرت شروط معيّنة . عندما تبتعد الفكرة عن الشعور لحينٍ ما , فهي تكون موجودة في قسم معيَّن من الجهاز النفسيّ (ما قبل الشعور) , و يقع في مكان متوسِّط بين الشعور و اللاشعور .
يحوي اللاشعور الدوافع الغريزيّة البدائيّة الجنسيّة و العدوانيّة ’ و التي غالباً ما تُكبَتْ في مجتماتنا المُتحضِّرة , تحت تأثير المعايير الخُلقيَّة و الدينيّة و الاجتماعيَّة التي ينشأ فيها الفرد . و تنزع الدوافع و الرغبات المكبوتة في اللاشعور إلى الإشباع و الظهور في الشعور , و كثيراً ما تلجأ , في سبيل ذلك إلى طرق شاذّة و مُلتوية كما يُشاهَد مثلاً في الأمراض العصبيَّة .

و ذهب فوريد في كتاباتِهِ الأولى إلى أنَّ كبتَ هذه الدوافع الغريزيّة الموجودة في اللاشعور , يتم على يد الرقيب (القوة النفسيّة) , و مهمتها منع ظهور الدوافع الغريزيّة اللاشعوريّة في الشعور , و أنَّ المريض لا يشعُر بها و إذا وُوجِهَ بها , أنكرها و إذا شعرَ بها فلا يستطيع أن يعرِف ما هي و ما هو مصدرها .
(الهُوَ) هو القسم الذي يحوي ما هو موروث و موجود منذ الولادة و ثابت في تركيب البدن , و يحوي الغرائز و العمليات النفسيّة المكبوتة التي فصلتها المقاومة عن الأنا , فالهو يحتوي على جزء فطري و جزء مكتسب .
يُطيع الهو مبدأ اللذة و لا يُراعي المنطِق أو الأخلاق أو الواقع , و اللاشعور هو الكيفيّة الوحيدة التي تسود في الهوَ . و تحت تأثير العالم الخارجي عن طريق جهاز الإدراك الحسي و الشعور , تغيَّر الجزء الخارجي من الهو و نما و أكتسبَ خصائص معيَّنة أطلق عليها اسم (الأنا) و هي تُشرِف على الحركة الإداريّة و تقوم بمهمة حفظ الذات و تقبِض على زمام الرغبات الغريزيّة التي تنبعث من الهو , فيقوم بإشباع ما يشاء و يكبت ما يرى ضرورة كبته مُراعياً (مبدأ الواقِع) . يُمثّل الأنا الحكمة و سلامة العقل على خلاف الهوَ الذي يحوي الانفعالات , و تَقع العمليات النفسية الشعورية على سطح الأنا .
الأنا الأعلى أو الأنا المثالي (ما يُعرَف بالضمير) : و هو الأثر الذي يبقى في النفس من فترة الطفولة الطويلة التي يعيش فيها الطفل معتمداً على والديه و خاضِع لأوامرهم . تتقمَّص الأنا هؤلاء الأشخاص من مدرسين و أهل و تتحوَّل سلطة هؤلاء إلى سلطة داخليَّة في نفس الطفل تُراقِبه و تصدر إليه الأوامر .
و الأنا الأعلى , تُمثل ما هو سامِ في الطبيعة الإنسانيّة (فهو الذي يُمثل علاقتنا بوالدينا و قد عرفنا هذين الكائنين الساميين حين كنّا أطفال صغار و قد أعجبنا بهما و خشيناهما ثم تمثلناهما في أنفُسِنَا ).
بهذا , تُصبح مهمة الأنا شاقة و دقيقة , فيجب عليه مُراعاة السُلطات الثلاث و هي : العالم الخارجي و الهو و الأنا الأعلى , و يُحاول الأنا دائماً أن يوَفق بينها و إذا فشِل , تنشأ الاضطرابات العصبيّة و الذهنيّة .
نظريّة الغرائز :
رأى فرويد أن جميع الظواهر النفسيّة الشعوريّة و اللاشعوريّة , سواء كانت سويّة أو مرضيّة , تصدُر عن قوى أساسيّة , تنبعِث عن التركيب الفسيولوجي و الكيميائي للكائن الحي , تُسمَّى غرائِز و هي الطاقة التي تصدُر عنها جميع ظواهر الحياة .
في بادئ الأمر , فسَّر فرويد أن جميع الظواهر النفسيّة بافتراض مجموعتين أساسيّتين من الغرائز :
- مجموعة أولى : هي غرائز جنسيّة تصدر عن طاقة خاصّة تُسمّى الليبدو (Libido) , تهدف إلى الإشباع و اللذة .
- المجموعة الثانية : هي (غرائز الأنا) , مهمتها حفظ الذات و ذلك بمراعاة العالم الخارجي و مُقتضيات الواقع , و كبت الدوافع الجنسيّة التي تتعارض مع مقتضيات الواقع من جهة, أو مع وظائف غرائز الأنا من جهة أخرى .
تعمل الغرائز وفق مبدأ اللذة , فليس الواقع الغريزي إلا ناتجاً عن حالة من التوتر ينتج عنهُ إحساس بالألم , و يهدف الدافع الغريزي إلى خفض هذا التوتر أو إزالتهِ , و عندما ينخفض التوتر أو يزول , يحدُث الشعور باللذة .
اتخذ فرويد مبدأ اللذة أساس يفسر به الظواهر النفسيّة المختلفة كما الأعراض العصبيّة , و هنا واجهَ فرويد صُعوبات في تفسير بعض الظواهر النفسيّة , فلم يكن من السهل الملائمة بين نظريته السابِقة في الغرائز و بين النرجسيّة و هي ظاهرة تُعبّر عن حب الإنسان لنفسه و عشقهُ لذاته , و هذه الظاهرة تدل على أن الغريزة الجنسيّة لا تتعلق فقط بالأهداف الجنسيّة الخارجيّة , و إنما تتعلق بالذات أيضاً و تتخذها هدفاً لها .
و قد دفع ذلك فرويد إلى القول أن ليبدو الطفل (طاقته الجنسيّة) , معلّقة بذاته و جميع اللذات التي يشعر بها تصدُر من بدنه الخاص , و الأشياء الخارجيّة التي تسبب له شيء من اللذة هي جزء من بدنُه .
ثمَّ تبدأ الموضوعات الخارجيّة تتميّز في نظر الطفل شيئاً فشيئاً , و قد يستمر (حب الذات) جنباً إلى جنب مع حب الموضوع .
و قد شاهد أيضاً أن المرضى يُظهِرون ميل شديد إلى تكرار خبراتهم المؤلمة السابِقة , و استنتجَ فرويد وجود دافع غريزي سمّاه (إجبار التكرار) , و اعتبَرَهُ دافعاً غريزياً أكثر بدائيةً و فطريّة من مبدأ اللذة و يُناقِضهُ , فالمريض لا يحصل على أي لذة من تكرار الخبرات المؤلمة القديمة .
و أثناء الحرب العالميّة الأولى , اكتشفَ ظاهِرة جديدة أيّدت رأيه في مبدأ (إجبار التكرار) تُسمّى (أعصاب الصدمة) , فقد لوحِظَ أن الجنود الذين تعرَّضوا لصدمات أثناء القتال , يُكررون الخبرات المؤلمة في أحلامِهم . و كانت الأحلام بالنسبة لفرويد , وسائل لإشباع الدوافع المكبوتة , و كل إشباع بالطبع يؤدي إلى لذة!
اضطرّ فرويد أمام هذه الحقائق التي ناقشها في كتابه (ما فوق مبدأ اللذة) , أن يقول بوجود ميل غريزي و هو غريزة الموت , يدفع الكائنات إلى الرجوع إلى الحالة الغير عضويّة السابقة للحياة , و تهدُف غريزة الموت إلى الهدم و إنهاء الحياة . وإذا اتَّجهت هذه الغريزة إلى الخارج , ظهرت في صورة رغبة في العدوان و التدمير . تهدف غريزة الموت إلى تفتيت الذرات و تفكيك الارتباطات , أي أنها تهدف إلى هدم الأشياء و إنهاء الحياة .
مقابل غريزة الموت هناك غريزة الحب و الحياة إيروس(Eros) , و هي تهدف دائماً إلى استمراريّة الحياة . و تصبح الحياة صراعاً و حلاً بين هذين الاتِّجاهين .
من الأمثلة النموذجيَّة على إتحاد هاتين المجموعتين , الساديّة (التلذذ في إيلام الغير) و هي عِبارة عن إتحاد الغرائز الجنسيّة مع غرائز الهدم الموجهة نحو العالم الخارجي , و تنشأ الماسوكيّة (التلذذ في إيلام الذات) عن اتحاد الغرائز الجنسيّة مع غرائز الهدم الموجهة ضد الذات .
زيادة العدوان الجنسيّ من شأنِِهِ أن يجعل المُحِب قاتِلاً , و بينما يؤدي النقصان الكبير في العامل العدواني إلى الخجل أو فقدان القدرة الجنسيّة . قد تنفصل هاتان المجموعتان من الغرائز , فنُشاهد غريزة الموت تظهر بوضوح في نوبة الصرع في الكثير من الأمراض العصبية الشديدة كالأمراض العصبية القهريّة .
(ما فوق مبدأ اللذة)
الشُّعور و اللاشعور :
لفظ (شعوري) , من جهة أولى , هو لفظ وصفي بحت يعتمد على إدراك حسّي ذي طابع مباشر , و تُبيِّن الخبرة من جهة ثانية أن العنصر النفسي كالفكرة مثلاً لا يكون شعوريّاً دائماً . الفكرة التي تكون شعوريّة الآن لا تظل شعوريّة , و نستطيع أن نقول أن الفكرة كانت كامنة و نعني بذلك أنها (تستطيع أن تُصبح شعوريّة) في أي وقت .
السبب في أن مثل هذه الأفكار لا يُمكنها أن تصبح شعوريّة لأن هناك قوى معيّنة تُقاومها , و لولا ذلك لكان في إمكانها أن تصبح شعوريّة . و هناك حقيقة تجعل هذه النظريّة غير قابلة للرفض و هي أننا وجدنا في التحليل النفسيّ وسيلة يُمكن بها إزالة القوّة المُقاومة و جعل الأفكار المُقَاومة شعريّة , و نُسمي الحالة التي تكون فيها الأفكار قبل أن تُصبح شعوريّة بـ (الكبت).
إننا نستمد مفهومنا في اللاشعور من نظريّة الكبت و نعتبر المكبوت كنموذج للاشعور , و مع ذلك يوجد نوعان من اللاشعور . اللاشعور الذي يكون كامناً و لكنه يستطيع أن يُصبح شعوريّاً , و اللاشعور المكبوت الذي لا يستطيع بذاتِهِ و بدون كثير من العناء أن يُصبح شعوريّاً . فما هو (كامن و لا شعوري) بالمعنى الوصفيّ , و ليس بالمعنى الدينامي , فهُنا نُسمّيهِ (قبل الشعور) .
• يوجد في كل فرد منظمة دقيقة للعمليات العقليّة و قد سمَّيناها (الأنا) , و يشمُل هذا الأنا الشعور و يُشرِف على وسائل الحركة , أي تفريغ التهيُّجات في العالم الخارجي , و هو المنظمة العقليّة التي تُشرف على جميع العمليات العقلية , و هي التي تنام في الليل و مع ذلك تستمر بمراقبة الأحلام . يصدُر عنها أيضاً الكبت الذي تمنع بِهِ بعض نزعات العقل , لا من الظهور في الشعور و حسب , بل من الظهور في سائر الصور و النشاطات الأخرى .
تظهر هذه النزعات المكبوتة أثناء التحليل متعارضة مع الأنا , و المريض يجد الكثير من المشقّة حينما نُجابِهُهُ ببعض المهام أثناء التحليل . كما نرى تداعي أفكاره يتوقَّف كلما اقترب من الأشياء المكبوتة و لا يكون المريض متنبّه لتلك المقاومة . ثمَّ وجدنا في الأنا ذاته شيئاً لاشعوريّاً أيضاً و هو يتصرَّف كالشيء المكبوت , أي كشيء يُحدِث آثاراً بالِغة بدون أن يكون هو نفسه ظاهراً في الشُعور , و هو يحتاج إلى مجهود خاص قبل أن يستطيع الظهور في الشعور .

إننا نُدرِك أن اللاشعور لا يتطابق مع المكبوت و لا يزال صحيحاً أن كل ما هو مكبوت , لاشعوريّ , و لكن ليس كل ما هو لاشُعوريّ , مكبوت . فإن جزءً من الأنا لاشعوري و ليس هذا اللاشعور المُتعلِّق بالأنا كامناً مثل ما قبل الشعور , لأنه لو كان كذلك لما استطاع أن ينشط بدون أن يُصبِح شعوريّاً و لتمَّت عمليّة جعلِهِ شعوريّاً بدون أن تُلاقي مثل هذه المشقّة العظيمة . عندما نجد أنفسنا مضطرين إلى افتراض لاشعور ثالث لا يكون مكبوت , فمن الواجب أن نعترف أن خاصيِّة اللاشعور أخذت تفقد أهميّتها لأنها بدأت تُصبح كيفيّة , تستطيع أن تتضمَّن معاني كثيرة و مع ذلك لا يجوز نكران أهميتها , لأن كيفيّة الشعور أو اللاشعور هي شُعاع الضوء الوحيد الذي ينفذ إلى ظلام سيكولوجيّة الأعماق .

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المساهمون

Powered By Blogger